هل كان ما حدث بالحسبان؟ تسائل أبدأ به مقالتي. وباء انتشر انتشار النار في الهشيم فجأة وبلا سابق إنذار. تعطلت إثره عجلة التنمية على جميع المستويات والأصعدة في كافة أرجاء العالم، نتج عنه تزعزع القطاعات اجمع والقطاع الصحي بشكل أخص، رغم وفرة الممارسين الصحيين والأجهزة الطبية. فايرس كورونا المستجد COVID 19، اقتحم الأبواب بلا استإذان مشكلاً تحدي لجميع دول وحكومات العالم في كيفية هزمه أو التصدي له على أقل تقدير.
كان لمملكتنا الغالية وقيادتها الحكيمة موقفٌ رائد في مواجهة هذه الجائحة، كانت سباقة في إنفاذ القرارات السليمة و طرح التدابير الوقائية بما يحفظ امنها وأمن سكانها ويوفر لهم الأستقرار النفسي. قفزت قفزات إستباقية في التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا في تطوير منصات خدمية إلكترونية لمعظم أجهزة الدولة الخدمية منها والتعليمية، طبقت نظام التعليم عن بعد وفق إستخدام الفصول الإفتراضية، بناءاً على خطة إستراتيجية تتيح للمعلم والطالب التواصل ونقل المعلومة وتسليم الواجبات والخضوع للإختبارات والعمل على تقييمها ورصد درجاتها بشكل مرن وميسّر.
المملكة العربية السعودية وبلا منازع كانت ولا تزال أيقونة الإنسانية، ومنارة العدل والمساواة، احتوت الجميع بلا إستثناء المواطن والمقيم وايضأً المقيم المتواجد على أرضها بصورة غير نظامية، أشعرت الجميع بقيمته الإنسانية، تكبدت الخسائر وأضرت باقتصادها في سبيل الحفاظ على البشرية.
أطلقت رسائلها التوعوية عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعية، الحديثة منها والتقليدية، بأساليب فريدة ولغات عديدة، وبأسلوب يسير يستوعبه الصغير والكبير. أهابت بالتباعد الأجتماعي والخير كل الخير خلف تلك المساعي، وكأن لسان حالها يقول " تباعدوا لنبقى : فبالتقارب نشقى". 92 يوماً منذ أن سجلت المملكة أول حالة إصابة فيها، لم تتهاون يوماً في تسخير الجهود والطاقات والأمكانيات لإحتواء الفايرس وكل من اصيب به، وقف أبطال الصحة نداً لهذه الجائحة، فهذه حربهم، والتي خاضوا غمارها مستعينين بالله أولاً ثم بما يتوافر لديهم من علم وعزيمة ويقين لدحر الوباء والسعي لاكتشاف الدواء.
شاءت الأقدار أن يتزامن تجديد البيعة الثالثة لولي عهد مملكتنا الأمير المجدد محمد بن سلمان – حفظه الله مع فترة وجود هذه الجائحة، والتي التمسنا خلالها غبطة كافة شعوب الأرض على نعمة وجوده – حفظه الله، لما قدمه إلى أبناء شعبه ووطنة وهو ليس بمستغرب فأولئك هم حكام المملكة وتلك هي شمائلهم وأخلاقهم.
ومع بزوغ فجر يوم الأحد 8 شوال 1441هـ الموافق 31 مايو 2020م خطت البلاد اولى خطوات العودة إلى دفع عجلة التنمية. ولكن؛ منوةً إلى أن الوباء لايزال قائم وأن اللقاح لم يُكتشف بعد، وما ذلك إلى دعوة للشعب لمشاركة المسؤولية والتعايش مع الجائحة وفق إتباع التدابير الوقائيه والتقيد بالإجراءات الإحترازية، فاليوم " الكل مسؤول".
أطلق مركز التواصل الحكومي صباح الجمعة الماضية الهوية الإعلامية الموحدة الخاصة بالحملة التوعوية للعودة التدريجية للإوضاع الطبيعية تحت عنوان # نعود_بحذر؛ ولكي نحد من انتشار الوباء المنهمر، ونضع متكاتفين حداً لهذا الخطر؛ علينا أن " نعود بحذر"