ـ التميمي : القدر رسم لي طريقاً لم أختره لكن أحببته
ـ مستشفى الشميسي مسقط رأسي وهذا سبب حبي له
- حوار: فايزة الرحيلي
أول سعودي يحصل على البورد في طب الطوارئ، وخلال مسيرته العملية أسس مرافق الرعاية الطبية الطارئة، ومن ثم أسس البرنامج الوطني للدعم الفني لأقسام الطوارئ بمختلف مناطق المملكة، صاحب مقولة: " العطاء أفضل من الأخذ "، ومقولة:" عملي في الطب عبادة"، الرئيس التنفيذي للتجمع الصحي الأول بالرياض، الدكتور: صالح بن عبدالله التميمي في حوار مع نبض الجامعة.
الدكتور صالح التميمي في مقابلةٍ سابقة ذكرتَ أنَّ دخولك لمجال الطبِّ لم يكن خيارك؛ بل لأنك طالبٌ ذو مستوى علميٍّ جيد. هل ينجح الشخص في مجال لم يختره لنفسه؟
نعم.
خلال مسيرتك العملية والطبية أسستَ وأنشأتَ مرافق الرعاية الطبية الطارئة وفقاً لأحدث النظم العالمية. حدثنا عن مراحل التأسيس والعقبات التي واجهتك؟
أنهيت التدريب وعدت إلى السعودية في بداية 2002م، وفي ذلك الوقت عدت أيضاً إلى جامعة الملك سعود، وكنت آنذاك أول سعودي يحصل على البورد في طب الطوارئ، حينها شعروا في الجامعة بالسرور؛ لعودة شاب سعودي يحمل هذا التخصص، وبدأت تُوكل إليَّ مهامٌ لم أكن جاهزاً لها؛ لأننا لم نتدرب أثناء التدريب في كندا على القيادة كثيراً، وإنما كان التدريب منحصرًا في الرعاية الإكلينيكية، حينها واجهتُ صعوباتٍ كبيرة في كيفية التعامل مع التحديات، وكان قسم الطوارئ في الجامعة في ذلك الوقت في بداياته، وكوَّنت متطلباته الحديثة تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، لكن دعم إدارة المستشفى الكبير، سهَّل علي عملي، ثم بعد ذلك أتى زملائي بعدي، وخلال سنة تقريبًا جاء الدكتور: زهير عسيري، وكان من الزملاء في كندا، ثم بعد ذلك أصبح الوضع في تطور في كل سنة ، وأصبحت الأمور أفضل من ذي قبل إجمالاً. كانت البداية صعبة، الآن طب الطوارئ في وضع أفضل بكثير. بعد حوالي عشر سنوات جاءت فكرة إنشاء البرنامج الوطني لطب الطوارئ، وكان الهدف منه تطوير أقسام الطوارئ على مستوى المملكة، بدأنا بمنطقة الرياض التي تلقت دعمًا كبيرًا من الدكتور: عبدالله العمرو المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية؛ حيث أنني كنت في مدينة الملك فهد الطبية وقتها، وأيدت وزارة المالية الفكرة، ودعمت من الدولة، وقد خصصت ميزانية لهذا المشروع، ونجح المشروع كثيراً في دعم أقسام الطوارئ في منطقة الرياض وحول المملكة، ومازال البرنامج قائمًا، ويعمل فيه عدد كبير من أطباء الطوارئ السعوديين، ونهدف إلى أنْ يكون هناك مستوى واحد للرعاية الطبية الطارئة في كل مستشفياتنا في المملكة.
فزت بدرع القيادة المتميزة وجائزة المركز الثاني في البحث العلمي بالمؤتمر السنوي للبحوث بمدينة الملك فهد الطيبة عام 2009. ماذا تعني لك هذه الجائزة؟
جميل أن يحصل الشخص على جوائز يشعر من خلالها أنَّ المجتمع يقدر عمله. شاركني الجائزة فريق كان معي في برامج تطويرية. تلك اللحظة كانت لحظة حلوة في حياتي، وما زلتُ أتذكرها.
أسست البرنامج الوطني للدعم الفني لأقسام الطوارئ بمختلف مناطق المملكة. حدثنا عن البرنامج والهدف منه؟
كان البرنامج بصراحة نقلة كبيرة لأقسام الطوارئ، وبالذات أقسام الطوارئ الصغيرة التي لم يكن يعمل فيها أي استشاري طب طوارئ يوماً. وقدم البرنامج عدة خدمات: أولاً: يكلف استشاريًا سعوديًا بالمناوبة على مدار الساعة، يتلقى الاتصالات من كل أقسام الطوارئ، بدأنا بمنطقة الرياض، ثم توسعنا إلى خارجها، مثلًا نقول: إن طبيبًا في عفيف يتصل على الخط الساخن ويستشير استشاريًا لديه خبرة طويلة في طب الطوارئ، ويسأل عن الحالة التي يتابعها، سابقاً لم يكن ذلك ممكن، ثانياً: أصبح لهذا الطبيب المناوب دور أساسي لقبول الحالات للتحويل، وبذلك فإنَّ استشاري طب الطوارئ يعطي النصيحة الطبية في تقديم العلاج الأولي حتى تستقر الحالة، ثم يوافق على نقل الحالة إلى المستشفى المناوب، والأمر الآخر: يوفد البرنامج أطباء طوارئ استشاريين؛ للعمل في أقسام الطوارئ، ويدفع أجرهم؛ إذ كانت المستشفيات الصغيرة داخل الرياض وخارجها تفتقر إلى استشاريي طب طوارئ؛ أما الآن فهم موجودون بدون تكلفة مالية على المستشفى.
الدكتور صالح التميمي حاصل على ماجستير في إدارة الرعاية الصحية من مينيسوتا الأمريكية. أين تجد نفسك في ممارسة عملك في طب طوارئ الأطفال، أم في ممارسة العمل الإداري؟
هما عملان مكملان لبعضهما، بصراحة الطبيب دائماً يحب أن يمارس عمله، ويشعر أنه هو الأساس، ولكن من الجميل إذا كنت تحب عملًا آخر، أو مهامًا أخرى أنْ تخصص جزءًا من وقتك لها.
من الممكن أن أمارس الإدارة الصحية، ومع أني أحبها إلا أنني لم أخترها؛ لأنني عندما قدمت إلى قسم الطوارئ في الجامعة لم يكن يوجد مَن يدير القسم؛ فرُشِّحتُ لإدارة القسم، فالحاجة هي الأساس في بدايتي لأكون قائدًا حتى لو لم أكن جاهزاً، فكل مجال له مميزات، فممارسة الطب فيها متعة إكلينيكية كبيرة تمسُّ جانبًا إنسانيًا يتمثل في قربك من الناس، وقربك من المريض، بالإضافة إلى تطوير مهاراتك، وقيامك بعملٍ قد لا يستطيع الآخرون القيام به، بينما تستطيع من خلال الإدارة خدمة عدد أكبر من الناس، وكذلك تغيير أو تطوير نظام أعتقد أنَّ الإنسان الذي يستشعر ويخاف على المجتمع والناس يستطيع من خلال منصبه الإداري أن يعمل الخير لهم.
نعود بادئ ذي بدء، يرسم القدر للدكتور: صالح التميمي الطريق للمرة الثانية؟
كبداية صحيح، مع أنه مجال أحبه، لكن في الواقع لم يكن لي الاختيار، كنت أول سعودي يحمل البورد في طب الطوارئ في مستشفى الملك خالد الجامعي، وافقت في ذلك الوقت وأنا أعلم أنه لا يوجد خيار ثانٍ، وهذا لا يعني أنني لا أريد ذلك، لكن القدر أحياناً يرسم لك طريقًا لم تختره بنفسك.
شغلتم مناصب إدارية عدة. هل ترى نفسك إداريًا ناجحًا؟
إن شاء الله، عادةً لا يهم ما يقوله الشخص عن نفسه، المهم هو كيف ينظر المجتمع إليه؟ وكيف ينظر لنتائج عمله؟ والشيءالأهم أنَّ نجاح الشخص قد يكون كبيرًا لكن مؤقتًا؛ أما نجاح الفريق فيستمر لفترة طويلة.
ما مقاييس ومعايير اختيارك لفريق عملك؟
طبعاً من الممكن أنْ أكرر ما يكتب عن القيادة الناجحة، أولاً: لابد أن يكون منه اتفاق على التوجه، لا يمكن أن تختار شخصًا لا يؤمن بما تؤمن به، هذا مهم جداً! وكذلك التوافق في التوجه، وروح الفريق، والطموح، والإخلاص، والإصرار، فالإصرار أصبحت كلمة مهمة، بحيث أنك لا تستسلم بسرعة؛ لأن الحياة أصبحت أكثر تحديًا حتى في الحياة المهنية، إذا كنت شخصًا تستسلم فسوف تفشل بسرعة، لابدَّ من تقبل الفشل بوصفه جزءًا من خطوات النجاح، الفشل دائماً في طريق كل شخص، صحيح أننا نحاول الحد منه، لكن لا يمنعنا من مواصلة الطريق.
الدكتور صالح التميمي عملت مشرفاً عاماً ومديراً طبياً لأقسام الطوارئ في مستشفى الحبيب، ثم عدت للقطاع العام من خلال التجمع الصحي الأول. كيف تقيم تجربة القطاع الخاص؟
والله تجربة جداً جميلة، وتعلمت منها الكثير؛ لأني لم يسبق لي العمل في القطاع الخاص، فاطلعت على الجانب الأخر من نظامنا الصحي، وتعلمت خلالها الكثير خصوصاً في منظومة صحية تعدُّ الأفضل في المملكة، وعملت مع الزملاء في الإدارة التنفيذية في مستشفى الدكتور: سليمان الحبيب، وقد اكتسبت منهم الخبرة، وكثير من الخبرات من الدكتور: سليمان الحبيب.
ماهي الفروقات التي لاحظتها بين القطاع العام والخاص؟
بالنسبة للفروقات بين القطاع الخاص والحكومي، فكل قطاع له مكامن قوة ومكامن ضعف، فنجد مكامن القوة في المستشفيات الحكومية متمثلة في القدرة المالية، فهي لا تبحث عن الربح؛ لأنَّ الدولة دائماً جاهزة لتضخ المزيد من الأموال؛ لتطوير القطاع الصحي، وكذلك الوفرة في الأيدي الماهرة، والكفاءات في التخصصات الدقيقة في القطاع الحكومي، كما أنَّ أغلب الاستشاريين سعوديين يعملون في القطاع العام بنسبة تتجاوز 95% بكل التخصصات، وقد يكون لهم عمل في القطاع الخاص جزئيًا. قد يتغير هذا مع الوقت، لكن المستشفيات العامة هي مكمن القوة؛ حيث إنها تعدُّ بيت الخبرة، وبيت الأطباء المهرة في تخصصات عدة، بينما يتميز القطاع الخاص بأنه أكبر في التنظيم، والجدوى بالذات عالية جداً في القطاع الخاص بحكم أن مستقبل هذه المنظومة الصحية الخاصة تعتمد على قدرتك في الإدارة المالية القوية، فمن الممكن أنْ تخسر، ومن الممكن أنْ تكسب، هذا يعتمد على كيف تدير المال بجدوى عالية، وهذا الوضع غير موجود في القطاع الحكومي بحكم أنَّ الدولة داعم قوي، ولكن الآن في تحولنا الوطني الصحي متجهين لتطبيق أنظمة القطاع الخاص والقطاع العام؛ لأننا نشعر أننا فعلا نريد أن نكون أكثر جدوى، وأكثر حرفية في التعامل مع التكلفة.
عُيِّنت الرئيس التنفيذي للتجمع الصحي الأول. نود معرفة فكرة هذا المشروع والهدف منه.
هذا مشروع بدأ من عدة سنوات، وهو جزء أساسي من التحول الصحي في نظامنا الصحي العام؛ بحيث يتفرغ ديوان الوزارة في وزارة الصحة للتشريع والإشراف، بينما يعطى التشغيل لتجمعات صحية موزعة حول المملكة. بدأت الوزارة بخمسة تجمعات صحية، أحدها التجمع الصحي الأول في المنطقة الوسطى، والغالب أنها خلال السنوات القادمة سوف تصل إلى عشرين تجمعًا صحيًا حول المملكة، هذه التجمعات الصحية مملوكة للشركة الصحية القابضة التي تملكها الدولة، وتطبق هذه الشركة كل الأنظمة المالية الخاصة في إدارتها لهذه التجمعات.
ما رأيكم في التأمين الصحي هل أنت مع أم ضد؟ وهل التوقيت مناسب الآن لإطلاقه؟
طبعًا أنا اعتقد أن التأمين الصحي مهم جداً وأساسي، ولكن التأمين الصحي أنواع، فالنوع الذي سوف يطبق من خلال الشركة القابضة في التجمعات الصحية هو التأمين الصحي الشامل للمواطنين، وهذا يعني أن الدولة سوف تدفع مبلغًا للشركة القابضة التي تقدم الخدمات الصحية عبر التجمعات الصحية، إذاً فهذا النوع من التأمين هو نفسه الموجود في أوروبا الشمالية، مثل: بريطانيا، ويختلف عن التأمين الخاص الموجود في أمريكا وموجود في المستشفيات الخاصة؛ حيث إنه لكل خدمة قيمة، لكن أنا مع النوع الأول الذي يكون بكلفة ثابتة لا يزيد معه المبلغ، الأمر الذي سيفيد المواطن، ولن يدفع شيئًا من جيبه.
هل تأسيس التجمعات الصحية وبداية فصل المُشرع والمراقب عن مقدم الخدمة تعد بداية الخصخصة في القطاع الصحي ؟
نعم، بداية الخصخصة.
قلت في تصريح سابق: إنَّ أصعب تحدٍّ خضته، وأيضاً أجمل مرحلة في حياتك هي إبان وجودك في مدينة الملك سعود الطبية. مانوع الصعوبة؟ وأين يكمن الجمال في تلك المرحلة؟
مدينة الملك سعود الطبية أو الاسم الدارج عند المواطنين، الشميسي له مكانة عاطفية خاصة في قلب كل مواطن، ولد في الرياض كثير منا في هذا المستشفى، والبعض منا قدَّم له المستشفى خدمة له أو لأهله؛ لأن هذه المدينة الطبية أشبه ما تكون بشبكة الأمان التي تقبل دائما الحالات التي تحتاج لرعاية طبية، فكثير من المواطنين يشعرون أن هذا المستشفى هو مستشفى الأهالي الأول. أنا شخصياً ولدت في مدينة الملك سعود الطبية، هذا المستشفى تربطني به عاطفة قوية، وكثير من أعيان البلد ولدوا في هذا المستشفى، وبعضهم داعم قوي للمدينة الطبية، والوالدة دائماً تقص علي قصة ولادتها وكيف أن الممرضة (القابلة) كانت طيبة جدا. أنا بِكْر أمي، وأمي ليس لديها أي خبرة، وكانت القابلة تعتني بها وكأنها تعتني بابنتها، هذا جانب شخصي؛ أما الجانب المهني فهو أني أعطيت الفرصة لأن أقود مستشفى بهذه المكانة، الأمر الذي كان بالنسبة لي تحديًا كبيرًا وفخرًا كوني أساعد في استمرارية المدينة الطبية؛ لأنني جئت في فترة إعلان المقام السامي بجعل المستشفى مدينة طبية مدعومة مادياً، ووقت حدوث طفرة، وقد عشت منها ثلاث سنوات من النمو المتسارع في مدينة الملك سعود الطبية سواء على المستوى التقني أو غيره، واليوم نحن على وشك افتتاح البرج الثاني في مدينة الملك سعود لأمراض النساء والأطفال، معظمها غرف خاصة بأعلى تقنية موجودة في الرعاية الصحية للطفل والأم، فنحن سعداء بمشاركة جزء من القصة الجميلة لهذا المكان الذي خدم الرياض لأكثر من ستين سنة؛ أما الصعوبة فتتمثل بتكلفة التشغيل العالية جداً، وضرورة الرفع من الجدوى، ومستوى الإنتاجية، كذلك فإن الموظفين متفاوتين في الإنتاجية، والمطلوب من الجميع تقديم المطلوب والمتوقع منهم، وعليه نكافئ الموظفين أو نحاسبهم، فالمتوقع من الموظف أنْ يقدم ما يطلب منه، كما أننا نحتاج لتغيير الثقافة، وهذا كان تحديًا كبيرًا لي، لكن بعد ذلك بدأنا نقطف ثمار عملنا حتى بدأت الأمور تتحسن، والأمر الآخر أننا استثمرنا أبناءنا وبناتنا السعوديين في استثمارًا غير مسبوق في تخصصات عدة، والآن أصبحت هناك ثروة بشرية وطنية من الكفاءات في مدينة الملك سعود الطبية بعد رجوعهم، وهي مصدر فخر لنا.
الشدة مع الحب. هل هي القاعدة الرئيسية في نجاح قيادة الدكتور صالح التميمي؟
صحيح، أعتقد أن الحزم مع الحب مهم إجمالا مثلما هو متبع في البيت مع الأبناء بتطبيق الحزم مع الحب، هم يعلمون أنك تحبهم لكن لن تسمح لهم بالغلط أو التفريط، كذلك في العمل المهني مطلوب منا أن نقدم خدمة للجميع، والخدمة هذه لابد أن تكون عالية المستوى بغض النظر عن من نحن، في الأخير أنت، ما إنتاجيتك؟ هذا هو الذي بيني وبينك.
من قناعات الدكتور صالح التميمي " إن العطاء أفضل من الأخذ "، إلى أين أخذتك هذه القناعة؟
لا يوجد شك أن هذه القناعة قناعة قوية لدي، ومصدر سعادة، نحن البشر العطاء فينا فطرة يسعدنا أكثر من الأخذ حتى ولو لم نفكر فيه، تذكري أي موقف أعطيتِ فيه أو ساعدت أحدًا ما، هذا الموقف مصدر سعادة وفخر وطمأنينة للإنسان، وعندما نكون مع أصدقائنا نتكلم عن أنفسنا، نتكلم عم ماذا أعطينا وليس ماذا أخذنا، وسأقول شيئًا: دائماً أتخيل عندما يصل شخص منا لنهاية العمر ولا يستطيع عمل أي شيء فإن الجميع يعمل على خدمته، في ذلك يبدأ يفكر في حياته ماذا أخذ وماذا أعطى؟
لديك أمنية أن تكون طبيبًا جراحًا، لماذا لم تتحقق هذه الأمنية، أين العقبات؟
هي رغبة أكثر منها أمنية، أنا سعيد جداً؛ لأني أخترت طب الطوارئ أو طب الأطفال، ودائماً سعيد لأنني اخترت هذا التخصص، وفخور بمهنتي، فعندما تخرجت في كلية الطب لم تكن لدي الرغبة بأن أكون جراحًا، عملت ثلاثة أشهر في التخصصات الكبيرة، ومن ضمنها طب الأطفال، فاخترت طب الأطفال وكان معدلي مرتفع، ودخلت البرنامج وحصلت على معدل مرتفع وابتعثت، وبعد حصولي على البورد في طب الأطفال تخصصت في طوارئ الأطفال، وعند عودتي إلى هنا كان كثير من أصدقائي جراحين، وكنت أحيانا أحضر بعض الجراحات والعمليات لسببٍ أو لآخر، وكنت أشاهد ما يقومون به من عمل، وأصبحت في الكثير من الأحيان أقوم بعملي بيدي في الطوارئ، كالجروح والكسور، فجاءني شعور أني لو اخترت الجراحة سأستمتع بها أكثر ، لكن لم أندم.
كلمة أخيرة، من خلال هذا اللقاء يوجه الدكتور: صالح التميمي كلمة لفريق عمله أو لصديق؟
أشكرك على الزيارة وعلى هذا اللقاء، استمتعت جداً بالحديث! أنا دائماً أتذكر أشياء تساعدني على الاستمرار بطاقة عالية، كلنا يتعب، وكلنا لدينا أسباب –في بعض الأحيان- تجعل من روحنا المعنوية في نزول وصعود، لكن دائماً أذكر نفسي أنَّ هذا كله عبادة، فقد منحنا رب العالمين فرصة في النظام الصحي لنخدم الناس، شغلنا يوميًا في خدمة الناس، أهم شيء عند الناس صحتهم، وهذا بكل تأكيد عبادة لله، وأن أعبد الله من خلال عملي، إذن سيكون عندي مخزون طاقة لا ينفد أبداً؛ لأن ما نقدمه يتعدى الدنيا هذه، هذا الشيء يساعدني في الأيام الصعبة، وعندما أمرُّ بإخفاقات أو فشل، وعندما أُخطِئ أتذكر أن هذا كله لوجه الله، واستمد قوتي من جديد. ثانياً: القائد مقدرته من مقدرة فريقه، فإذا كوَّنت فريقًا متمكنًا فأنت قائد متمكِّن؛ أما إذا كان فريقك غير متمكن فأنت قائد غير متمكن؛ لأنك وحدك لا تساوي شيئًا .